سكر الحمل.. قد ينتظر كلا الزوجين الحمل لسنوات، وعندما يتوج الله صبرهم ويرزقهم بما انتظروه نجد هناك حرص شديد ومعاملة خاصة للمرأة الحامل وجنينها، وعلى الرغم من هذا الحرص إلا ان الحامل قد تصاب بارتفاع مستوى السكر في الدم لتكتشف هذه المرأة بعد إجراء مجموعة من التحاليل أنها مصابة بسكري الحمل.
من الطبيعي أن تصاب المرأة بالقلق والتوتر بسبب هذا المرض، ولكن ما يقلل من هذا التوتر أن هذا النوع من السكر عادة ما يختفي بعد الولادة، كما أن سكري الحمل من الممكن أن يظهر في أي مرحلة من مراحل الحمل، إلا أنه أكثر شيوعاً وانتشاراً في الثلث الثاني والأخير من الحمل، ولكن متى يظهر هذا النوع من السكر؟ وما أعراضه؟ وما النسبة الطبيعية له؟ وكيف يتم علاجه والتخلص منه؟ العديد من التساؤلات التي سنوضحها في السطور القادمة.
سبق أن أشرنا إلى أن الأعراض أو العلامات الخاصة بالسكر أثناء الحمل من الممكن أن تظهر على بعض المصابات بهذا النوع من السكري، ومن الممكن أن تصاب العديد من النساء دون ظهور أي علامة من هذه العلامات، ولكن في حالة ظهور أعراض سكري الحمل فإنها تكون كما يلي:
• الشعور الدائم بالعطش وعدم الاكتفاء بكمية معينة من الماء.
• شعور مستمر بالتعب والإعياء والضعف.
• الحاجة الزائدة لكثرة التبول وبشكل خاص أثناء الليل.
• الإصابة بأنواع معينة من الالتهابات كتلك التي تصيب البول والجلد والمهبل وما إلى ذلك.
• اضطرابات وتشويش في الرؤية.
• جفاف دائم في الفم.
• الجوع الشديد من أهم وأكثر أعراض السكر شيوعاً.
• الشعور المستمر بالغثيان وكذلك التقيء.
• تنميل الأطراف.
• الاعتلال العصبي وهو عبارة عن نلف يصيب الأعصاب في جميع أنحاء الجسم.
لا بد أن تقوم المرأة الحامل بإجراء اختبار أو فحص لسكر الحمل من أجل حماية صحتها وصحة جنينها، ولكن السؤال الأهم متى يظهر سكر الحمل؟
عادة ما تبدأ الأعراض والعلامات الخاصة بسكر الحمل في الظهور بين الأسبوعين 24 و 28 من الحمل، ومن الممكن عدم شعور العديد من النساء بهذه الأعراض أو العلامات، ولذا يجب مراجعة الطبيب المختص من أجل إجراء تحليل أو فحص تحمل الغلوكوز (GTT).
وهذا الفحص غالباً ما يكون بين الأسبوعين 24 و 28 من أجل قياس مستوى السكر في الدم وذلك بعد أن يتم إعطاء كميات محددة من السكر في الفم، وفي حالة التأكد من الإصابة بالسكر الحملي فإن هذا يمكن الطبيب من الفحص المبكر وبالتالي المبادرة بالعلاج.
وفي حالة ملاحظة ارتفاع مستويات السكر في الدم في فترة بداية الحمل فإن هذا يعد دليلاً على الإصابة بمرض السكر سواءً كان من النوع الأول أو الثاني، ولكن لا يعد دليلاً على النوع الذي نتحدث عنه (سكري الحمل).
في حالة التأكد من الإصابة بالسكر أثناء الحمل لا بد من المبادرة بالعلاج، ويوجد العديد من الطرق العلاجية لهذا النوع من السكري، وتتمثل هذه الطرق في:
• تناول الطعام الصحي الذي له دور كبير في المحافظة على مستويات السكر في الدم وذلك ضمن الحدود الطبيعية لهذه المستويات، وتركز الأنظمة الغذائية للسكري بشكل عام على مصادر البروتين وتقلل من المصادر الخاصة بالسكر والكربوهيدرات.
• ممارسة التمارين الرياضية لها دور مهم جداً في السيطرة على السكر لدى النساء اللاتي أصبن بالسكر أثناء الحمل، كما تخفف هذه التمارين من المشقات والأعراض الشائعة للحمل.
• يجب مراقبة الوزن أثناء الحمل وذلك لأنه من الضروري جداً أن تكون زيادة الوزن منطقية أثناء الحمل.
• علاج سكري الحمل بالأدوية في حالة عدم الاستجابة للنظام الغذائي أو عدم قدرته في التحكم بمستويات السكر في الدم، ولذا يمكن العلاج من خلال حقن الأنسولين، ويعتبر هذا الدواء الأكثر استعمالاً لعلاج السكر أثناء الحمل.
• العلاج من خلال الأدوية الفموية كبديل للأنسولين في بعض الحالات وذلك لكونها سهلة الاستخدام، كما يمكن استخدام الادوية الفموية بجانب الأنسولين، ومن الأدوية الفموية المستخدمة لعلاج سكري الحمل الميتفورمين.
يمكن التفرقة بين السكر الطبيعي للحامل والسكر الغير طبيعي من خلال معرفة نسب ومعدلات السكر، ولذا يتم معرفة معدل السكر الطبيعي للحمل من خلال اختبار تحمل الغلوكوز الفموي، وهذا يتم من خلال العديد من فحوصات الدم قبل شرب هذا المحلول وبعده بكمية محددة، ولذا يمكن توضيح المعدل الطبيعي لسكري الحمل من خللال النسب التالية:
• قبل شرب المحلول (الغلوكوز) يكون المعدل الطبيعي للسكر أثناء الحمل أقل من 95 مليغرام/ ديسيلتر.
• بعد مرور ساعة من شرب هذا المحلول فإن معدلات السكر الطبيعية تكون أقل من 180 مليغرام/ ديسيلتر.
• بعد مرور ساعتين من شرب المحلول نجد المعدل الطبيعي للسكر أثناء احمل أقل من 155 مليغرام/ ديسيلتر.
• بعد 3 ساعات من شرب محلول الغلوكوز يُصبح معدل السكر الطبيعي للحامل أقل من 140 مليغرام/ديسيلتر.
ومن الضروري متابعة مستويات السكر لدى المرأة الحامل وبشكل خاص في حالة وجود بعض عوامل الخطر التي تزيد من إمكانية الإصابة بالسكر أثناء الحمل، وفي حالة كانت نتيجة أحد الفحوصات أعلى من الطبيعي يتم إعادة الاختبار مرة أخرى بعد مرور 4 أسابيع تقريباً، وإذا ما تم التأكد من أن نسبة اثنين أو أكثر من الفحوصات السابقة أعلى من الطبيعي يتم تشخيص الإصابة بسكري الحمل.
مميزات مركز ADC