سبق أن أشرنا إلى أن الغدة الدرقية من الممكن أن تصاب بالعديد من المشاكل أو الأمراض التي تؤثر على وظيفتها وقدرتها على القيام بدورها، ويمكن أن نوضح هذه الأمراض بشيء من التفصيل فيما يلي..
يعتبر فرط نشاط الغدة الدرقية أحد أهم أمراض الغدة وأكثرها شيوعاً، ويحدث فرط النشاط عندما تنتج الغدة كمية كبيرة من هرمون الثايروكسين، ومن الممكن أن يتسبب هذا النشاط في زيادة سرعة الأيض، كما ينتج عنه فقدان غير مقصود للوزن.
وفيما يخص أعراض نشاط الغدة الدرقية نجد أنها متعددة ومنها؛ سرعة نبضات القلب، اختلا أو اضطراب ضربات القلب، اضطراب النظم القلبية، خفقان القلب، نقص الوزن غير المقصود، تناول الطعام بشراهة، القلق والعصبية والتهيج، التعرق والرعشة، التعب وضعف العضلات، صعوبة النوم، ترقق الجلد وشعر خفيف وهش، كل هذا من أعراض نشاط الغدة الدرقية.
إن قصور أو خمول العدة الدرقية عبارة عن حالة لا تنتج فيها الغدة ما يكفي من الهرمونات المهمة، وعادة في المراحل المبكرة قد لا نجد هناك أعراض خمول الغدة الدرقية، إلا أنه مع مرور الوقت من الممكن أن يسبب قصور الغدة العديد من المشاكل الصحية كالسمنة وآلام المفاصل وأمراض القلب أو العقم في بعض الأحيان.
ومن الممكن أن تضمن علامات أو أعراض خمول الغدة الدرقية ما يلي؛ الإمساك، التعب، زيادة الوزن، بحة في الصوت، انتفاخ الوجه، ضعف العضلات، ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، تيبس المفاصل وألم بها، تساقط الشعر، ضعف الذاكرة، بطء معدل نبضات أو ضربات القلب وتضخم الدراق (الغدة الدرقية)، وتعتبر هذه العلامات من أهم أعراض خمول الغدة الدرقية.
إن تضخم الغدة الدرقية عبارة عن ورم غير طبيعي فيها، ومن الممكن أن ينتج هذا الورم المسمى بالدراق نتيجة ورم غير طبيعي في الخلايا يشكل كتلة أو أكثر (عقيدات)، من الممكن ألا يرتبط الدراق بتغير وظائف الغدة، ولكن قد يرتبط بزيادة الهرمونات الدرقية.
غالباً لا تظهر أي أعراض على المصابين بالدراق أو بتضخم الغدة بخلاف التورم الذي يحدث في قاعدة الرقبة، إلا أنه في العديد من الحالات يكون الدراق أو التضخم صغير مما يجعل من الصعب اكتشافه إلا أثناء فحص طبي أو عن طريق الفحوص التصويرية التي تتم لحالة أخرى.
إن عقيدات الغدة تكون عبارة عن عقد صلبة أو محملة بالسوائل، وينشأ هذه العقدة أو العقيدات في غدتك الدرقية، وكما سبق أن أشرنا، فإن هذه الغدة تقع في الجزء السفلي من الرقبة فوق عظام الصدر بشكل مباشر.
عادة لا تتسبب معظم العقيدات في ظهور المؤشرات أو الأعراض المرضية، إلا أن هذا لا يمنع أنه في بعض الحالات يصبح حجم هذه العقيدات كبير للغاية لدرجة يمكن الإحساس بها، كما يمكن رؤيتها في شكل تورم في منطقة الغدة، ومن الممكن أن تضغط على الرغامي أو المريء مما يترتب عليه ضيق في التنفس كما قد يواجه المريض صعوبة في البلع.
يعتبر التهاب الغدة أحد الحالات المرضية التي تتسبب في اضطرابات مستويات هرمون الغدة الدرقية، ويوجد العديد من أنواع هذا الالتهاب، ومنها؛ مرض هاشيموتو الذي يعد أحد الأمراض المناعية الذاتية، والتهاب الغدة الدرقية الصامت، والالتهاب التالي للولادة، والالتهاب الناتج عن الإشعاع، والالتهاب تحت الحاد والحاد، وكذلك التهاب الغدة الدرقية الناتج عن الأدوية.
ويوجد بعض الأعراض التي تدل على الإصابة بالتهاب الغدة، ومنها ظهور ألم وحساسية في منطقة الغدة، وفرط الدرقية أو نقص في نشاطها، الشعور بالحرارة، التعرق، زيادة معدلات النبض، فقدان الوزن، كما يؤدي الالتهاب الناتج عن عدوى حادة إلى ظهور آلام وحساسية في منطقة الغدة.
يعرف سرطان الغدة بأنه عبارة عن ورم خلايا يبدأ في الغدة، ومن الممكن ألا يتسبب هذا الورم في ظهور أية أعراض في البداية، إلا أنه مع نموه قد يتسبب في ظهور أعراض أو مؤشرات معينة، ويبدأ سرطان الغدة عندما تحدث تغيرات في الحمض النووي الخاص بخلايا الغدة.
كما أن أنواع سرطان الغدة الدرقية قد لا تسبب أي أعراض في المراحل الأولى للمرض، إلا أنه مع نمو السرطان نجد هناك بعض الأعراض التي تبدأ في الظهور مثل؛ ظهرة عقيدة أو كتلة يمكن الشعور بها في جلد الرقبة، الإحساس بأن قبة أو عنق القميص أصبح ضيق جداً حور الرقبة، تغيرات في الصوت والأحبال الصوتية وحدوث بحة في لصوت، صعوبة في البلع، تورم العقد اللمفية في الرقبة ألم في الحلق والعنق، وتعتبر جميع هذه المؤشرات أو الأعراض دليل على الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.