علاقة الغدة الدرقية بالمعدة والقولون.. تعتبر الغدة الدرقية من الغدد المهمة الموجودة في جسم الإنسان، وتقوم هذه الغدة بإفراز العديد من الهرمونات التي لها دور مهم في التطور الجنسي والعقلي وقوة العضلات وتكوين وزن الجسم والحفاظ عليه وكذلك عملية التمثيل الغذائي وما إلى ذلك.
ومن الممكن أن تصاب هذه الغدة بعدة مشاكل تؤدي إلى فرط أو خمول في نشاطها، وفي كلتا الحالتين نجد أن هذه الغدة تؤثر على الجهاز الهضمي والقولون، ولكن هذه العلاقة التي تربط بين كلاً من الغدة والقولون والمعدة بحاجة إلى التوضيح، كما أن هناك العديد من التساؤلات الخاصة بهذه العلاقة، وهذا ما سنقوم بتوضيحه في السطور القادمة.
علاقة الغدة الدرقية بالمعدة والقولون
عند الحديث عن علاقة الغدة الدرقية بالمعدة والقولون نجد أن هذه الغدة ترتبط بكافة وظائف جسم الإنسان، ولذا فإن أي خلل يصيبها يؤثر بشكل مباشر على صحة الجسم بشكل عام وقيام الأعضاء بوظائفها بشكل جيد وصورة مقبولة.
ولذا نجد أن علاقة الغدة الدرقية بالمعدة والقولون علاقة قوية، حيث أن الأشخاص الذين يعانون من القصور في الغدة الدرقية غالباً ما يعانون من خلل واضطرابات في المعدة والأمعاء والقولون، وهذا الخلل ناتج عن تعطل إنتاج الهرمونات مما يترتب عليه بطء العمليات الخاصة بالجهاز الهضمي.
كما أن فرط نشاط هذه الغدة يؤدي إلى الإصابة بالإسهال كما يتسبب في توتر حركة الأمعاء، ولذا يمكن القول أن علاقة الغدة الدرقية بالمعدة والقولون علاقة تأثيرية، حيث أن المعدة والقولون يتأثران بالغدة سواء في حالة فرط نشاطها أو قصورة.
هل تؤثر الغدة الدرقية على المعدة؟
نعم، تؤثر الغدة الدرقية على المعدة، حيث سبق أن أشرنا إلى أن قصور الغدة يؤدي إلى اضطرابات في المعدة والأمعاء بسبب إنتاج الهرمونات التي تؤدي إلى بطء عمليات الجهاز الهضمي.
كما أن هناك علاقة قوية بين قصور الغدة الدرقية وزيادة نمو البكتيريا المعوية، ولذا نجد الأشخاص الذين يعانون من فرط نمو البكتيريا يشكون من أعراض مثل عدم الراحة في البطن أو انتفاخها.
ومن ناحية أخرى يؤدي قصور نشاط هذه الغدة إلى إبطاء حركة الطعام عبر المعدة والأمعاء، كما أن تباطؤ الهضم من الممكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الإمساك والانتفاخ وحرقة المعدة.
وأظهرت العديد من الدراسات أن هناك ارتباط محتمل بين قصور الغدة وتكون حصى المرارة، فقصور هذه الغدة يسبب ارتفاع في تركيز LDL أو ما يعرف بالكوليسترول السيء.
هل الغدة الدرقية لها علاقة بالقولون العصبي؟
إن العلاقة بين القولون العصبي والغدة الدرقية من العلاقات الغير واضحة، فعلى الرغم من الحقيقة العلمية المتمثلة في أن مرضى القولون العصبي أكثر عرضة لخطر الإصابة بمشكلات صحية بشكل أكبر من عامة الناس، إلا أنه لا يوجد دليل على أن الخلل الوظيفي في الغدة الدرقية يتسبب في حدوث متلازمة القولون العصبي والعكس.
ومن ناحية أخرى نجد أن أمراض هذه الغدة من الممكن أن تلحق أعراضاً معوية تتشابه إلى حد كبير مع أعراض القولون العصبي، وهذا في حد ذاته يجعل عملية الفصل بينهما من الأمور الصعبة، مما يترتب عليه الخلط بين كلاً من الغدة الدرقية والقولون العصبي.
إلا أن هناك بعض الدراسات التي قامت بالربط بين أمراض الغدة الدرقية وسرطان القولون، ووجدت هذه الدراسات أن خمول الغدة يقلل من فرصة الإصابة بسرطان القولون، وعلى العكس من ذلك، فإن نشاط الغدة الدرقية يزيد من فرص الإصابة بهذا السرطان.
وخلاصة القول في علاقة الغدة الدرقية بالمعدة والقولون أنه حتى الآن لا يوجد ما يثبت أن أمراض هذه الغدة تسبب مشاكل القولون بشكل مباشر، إلا أن أمراض الغدة تؤثر بشكل كبير على الجهاز الهضمي، وبالتالي تتسبب في بعض الآثار الجانبية مثل الإمساك والانتفاخ.
هل جرثومة المعدة تؤثر على الغدة الدرقية؟
نعم، خاصة فيما يخص علاج كلاً منهما، فنجد أن علاج جرثومة المعدة في بعض الحالات من الممكن أن يتفاعل مع علاج الغدة الدرقية كما قد يقلل من مفعوله أو يترتب عليه حدوث بعض الآثار الجانبية الضارة، ولذا فمن الضروري أن يقوم المريض بعرض علاج جرثومة المعدة على طبيب الغدد، وفي حالة رفض الطبيب لدواء معين لابد من تغيير هذا الدواء من قبل الطبيب الأول.
وفيما يخص أعراض جرثومة المعدة نجد أنها متعددة، ومنها ألم المعدة والانتفاخ والغثيان والتجشؤ بشكل مستمر والقيء وارتفاع في درجات الحرارة وفقدان للشهية وما إلى ذلك من الأعراض.
كما أن هناك علامات تدل على الشفاء من جرثومة المعدة، وهذه العلامات تتمثل في عدم وجود الأعراض السابقة، حيث يزول الشعور بالغثيان ويقل التقيؤ بشكل تدريجي كما تعود شهية المريض مرة أخرى لطبيعتها كأحد علامات الشفاء من الجرثومة.
وخلاصة القول أنه في حالة الإصابة بجرثومة المعدة في ظل الإصابة بالغدة الدرقية لابد من مراجعة الأطباء المتخصصون في كلا المرضين وإبلاغهم بالإصابة بهذه الأمراض في وقت واحد حتى لا يكون هناك تعارض بين العلاج المخصص لأي من هذه الأمراض.
المراجع
Consequences of dysthyroidism on the digestive tract and viscera
