قدم شاركوت.. إن مرض السكري من الأمراض المزمنة التي لا تشكل خطورة في حد ذاتها على الإنسان، إلا أن خطورة هذا المرض تكمن في النتائج أو الأمراض الأخرى الناتجة عن الإصابة بالسكري، وتعد قدم شاركوت أحد هذه الأمراض، فهي عبارة عن مرض يصيب العظام والمفاصل والأنسجة الطرية في منطقة القدمين، ومن الممكن أن تصبح العظام في القدم المصابة هشة للغاية وعرضة للكسر.
ويبدأ مرض شاركوت بشكل تدريجي، أي من الممكن أن يشعر الإنسان بهذا المرض في البداية، إلا أنه مع مرور الوقت وتطور المرض قد يعاني الشخص من ألم شديد وتغير في شكل القدمين، وهذه الإصابة تعد واحدة من مضاعفات مرض السكري، وتنتج عن اعتلال الأعصاب، ومن الممكن أن يفقد المصاب الشعور بالألم في منطقة القدم المصابة.
أحذية قدم شاركوت
تعتبر هذه الأحذية عبارة عن أحذية طبية للقدم السكري، ويتم استخدامها لعلاج إصابات الكاحل وبالتالي شفاء القدم السكري، كما تستخدم لعلاج حالات الالتواء الشديد في الكاحل وشفاء إجهاد العضلات للحد من الألم الذي يعاني منه مريض السكر في القدم المصابة.
وتعتبر أحذية شاركوت مهمة في حالات القروح والتورم وعلاج الكسور لأنها تحقق أقصى تثبيت لمفصل الكاحل والقدم من أجل إعادة التأهيل بعد الجراحة، ولذا فإن الأطباء غالباً ما يلجأون لمثل هذا الحل بعد الجراحة لعدم الضغط على القدم المصابة.
شكل قدم شاركوت
إن هذه القدم عبارة عن حالة تصيب مرضى السكر بنسبة ملحوظة، ويتزامن مع هذا الداء نقص حس الاهتزاز في الأطراف، وهذا في حد ذاته يسبب كسور مهجرية في العظام حول منطقة مفصل القدم، وبعد ذلك يحدث التدمير التدريجي لهيكل القدم، مما يؤدي إلى ظهور العديد من المضاعفات التي تظهر في شكل:
- قرح بطن القدم.
- تفشي العدوى الميكروبية.
- تشوه وتورم كبير في شكل القدم.
- كسور تحدث بشكل متكرر في عظيمات القدم.
أعراض قدم شاركوت
على الرغم من أن الإصابة بهذا الداء تحدث بشكل تدريجي مما يعني صعوبة الشعور بأعراض محددة في بداية الأمر، إلا أنه من الممكن أن تظهر علامات وأعراض خفيفة تدل على إصابة مريض السكر بقدم شاركوت، ومن هذه الأعراض ما يلي:
- احمرار القدم.
- عند لمس القدم المصابة يشعر الإنسان بحرارة.
- تورم في القد المصابة.
- نلاحظ أن القدم المصابة أكثر سحونة من غير المصابة.
- ألم شديد في منطقة الإصابة.
وفي حالة تطور المرض يمكن ظهور الأعراض التالية:
- تغير شكل القدم نتيجة تحرك العظم من مكانة.
- إختفاء تقوس باطن القدم.
- إمكانية ظهور تقرحات في القدم المصابة.
- تغير ملحوظ في شكل أصابع القدمين.
علاج قدم شاركوت
قد يستغرق الأمر عدة أشهر حتى يتم علاج قدم شاركوت، والهدف من العلاج هو التقليل من الضغط على القدم التي تم إصابتها، ويتمثل العلاج في الخطوات التالية:
عدم الضغط على القدم، ويكون ذلك من خلال وضع جبرة على القدم لحمايتها من الحركة، وفي بعض الأحيان قد يطلب الطبيب استخدام عكازات عند المشي، وقد يسترغق الأمر مدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
منع ظهور مشاكل جديدة عن طريق وصف حذاء طبي يتناسب مع وضع المريض، ووظيفة الحذاء أن يقلل من الضغط الواقع على القدم.
في الحالات المتطورة قد يلجأ الطبيب إلى إصلاح العظام المتضررة والمتسببة في تغير شكل القدم، ويكون هذا الإصلاح من خلال التدخل الجراحي.
هل مرض شاركوت خطير؟
في الحقيقة لا يمكن الإجابة على سؤال؛ هل مرض شاركوت خطير؟ بشكل مباشر، وذلك لأن مضاعفات مرض شاركوت تتباين في شدتها من شخص لآخر، وعادة ما تكون صعوبة المشي وتشوهات القدمين أخطر هذه المضاعفات، كما أن بعض مناطق الجسم المصابة بضعف الإحساس قد تتعرض إلى إصابات مختلفة.
وفي حالات معينة لا يمكن لعضلات قدميك أن تلتقي إشارات المخ مما يتسبب في تعثر قدميك وسقوطك، ومن الممكن أيضاً أن يواجه الإنسان صعوبة في التنفس أو البلع في حالة تأثر العضلات المتحكمة في القيام بهذه الوظائف بمرض شاركوت، ولذا فإن الإجابة على سؤال؛ هل مرض شاركوت خطير؟ هي أن هذا المرض يعد خطير حقاً في حالة التهاون به وعدم علاجه في مراحله الأولى.
بتر قدم شاركوت
بسبب التعرض للعديد من المشاكل الخطيرة الناتجة عن الإصابة بقدم شاركوت، يمكن أن يكون بتر القدم هو القرار النهائي، حيث أن الأشخاص المصابين بالسكري هم أكثر عرضة للبتر15 مرة من غير المصابين، ولذا فإن السكري سبب رئيس لبتر الأطراف السفلية.
وقامت دراسة بإجراء مزيد من التحقيق في مرض السكري الذي يسبب تقرحات في القدم وبتر الأطراف، وتوصلت هذه الدراسة إلى أن ما يقرب من 40 إلى 60 بالمئة من عمليات البتر الخاصة بالأطراف السفلية يتم إجراؤها لمرضى السكري، كما أن 85% من عمليات البتر تكون نتيجة تقرحات القدم التي تتطور إلى عدوى عميقة أو غرغرينا.
ويوجد العديد من العوامل التي تزيد من خطر تعرض مريض السكر لعمليات البتر، وتتمثل هذه العوامل في:
- الاعتلال العصبي.
- مشاكل الدورة الدموية.
- قدم شاركو.
- تقرحات القدم.
ولذا يجب أن يلجأ مريض السكر إلى الطبيب بشكل فوري في حالة ظهور أية أعراض على القدم تدل على احتمالية الإصابة بقدم شاركوت، وذلك لأن العلاج المبكر لهذا الداء ينهي عليه، بخلاف التهاون بالمرض الذي من الممكن أن يصل إلى نتائج لا يحمد عقباها.
المصادر: