قد يتساءل البعض عن العلاقة بين مقاومة الأنسولين والكرش
وفي الحقيقة يوجد علاقة قوية بينهما، فمقاومة الأنسولين تحدث في حالة عدم استجابة الخلايا للأنسولين مما يترتب عليه عدم دفع السكر لخلايا الجسم، ولذا يتم تخزينه (السكر) كمجموعة من الدهون خاصة في منطقة البطن.
ومن الآثار الجانبية لمقاومة الأنسولين والتي لها دور كبير في تكوين الكرش هي الجوع
وكذلك الرغبة الشديدة في الكربوهيدرات مما يزيد من تفاقم هذه المشكلة وتطورها.
ولذا فإن المصاب بمقاومة الأنسولين غالباً ما يعاني من تراكم الدهون حول منطقة البطن مما يتسبب في تكوين الكرش، ولكن العلاقة بين مقاومة الأنسولين والكرش ما زالت في حاجة إلى التفسير وهذا ما سنعرضه في السطور القادمة.
ما العلاقة بين متلازمة الأيض والكرش ؟
تسمى متلازمة الأيض بمتلازمة التمثيل الغذائي، وتظهر لتنذر باقتراب الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وتطوره، كما تتنبأ هذه المتلازمة بأمراض تصلب الشرايين في الأوعية الدموية والقلب.
فمتلازمة الأيض ليست مرضاً في حد ذاته، ولكنها عبارة عن عدد من الظواهر والمشاكل الصحية التي تظهر في وقت واحد وتؤثر كل واحدة منها على الأخرى، وتشمل متلازمة الأيض كلاً من البدانة ومقاومة الأنسولين.
وإذا ما أردنا التعرف على حقيقة العلاقة بين متلازمة الأيض والكرش نجد أن هناك علاقة وطيدة لأبعد حد بين هذه المتلازمة وظهور الكرش، فعند الإصابة بمتلازمة الأيض نجد تجمع الدهون في البطن يظهر من خلال مقاسات الخصر
حيث تكون مقاسات الخصر كما يلي:
عند الرجال تتجاوز 102 سنتيميتر.
عند النساء تكون أكبر من 88 سنتيميتر.
وفي حالة وجود هذه النسب أو المقاسات يمكننا القول أن الشخص مصاب بمتلازمة الأيض وفي نفس الوقت يمكن القول أن هذا الشخص يعاني من تكوين الدهون حول البطن (الكرش)، وهذا في حد ذاته يؤكد العلاقة الوثيقة بين متلازمة الأيض والكرش.
ما العلاقة بين متلازمة الأيض ومقاومة الأنسولين ؟
قد يظن البعض أن الحديث عن هذه العلاقة ليس في صميم الموضوع، ولكن عندما نوضح هذه العلاقة سيتبين لنا الغرض من هذا العنصر، حيث سبق أن قمنا بتوضيح العلاقة بين متلازمة الأيض والكرش، ولذا سنوضح العلاقة بين هذه المتلازمة ومقاومة الأنسولين.
فإذا نظرنا إلى السبب الرئيسي لمتلازمة الأيض نجد أنه يتمثل في مقاومة الأنسولين، وهي تعنى أن الجسم لا يستخدم هرمون الأنسولين بكفاءة وفعالية حتى يتم تخفيض مستويات السكر في الدم، كما أن مقاومة الأنسولين تنتج عن مجموعة من العوامل الوراثية بالإضافة إلى نمط الحياة اليومي.
فمقاومة الأنسولين تعد العنصر الأساسي والسبب الرئيسي في الإصابة بمتلازمة الأيض، ولذا نجد أن هناك علاقة قوية بين مقاومة الأنسولين والكرش وهذا ما سنوضحه فيما يلي.
ما العلاقة بين مقاومة الأنسولين والكرش ؟
يوجد علاقة قوية بين مقاومة الأنسولين والكرش، حيث أن هرمون الأنسولين هو المسؤول عن إدارة توازن السكر بالجسم، وفي حالة الإصابة بمقاومة الأنسولين نجد أن الجسم يصبح غير قادر على تخفيض نسبة السكر
كما أن هرمون الأنسولين سيعجز عن إدارة توازن السكر في الدم.
ونتيجة لزيادة مستوى السكر يتم تخزينه على شكل دهون في الجسم، وبسبب أن منطقة البطن من أكثر المناطق قابلية للتمدد وتخزين الدهون بقوة فهي المنطقة الأولى التي يتراكم فيها الدهون الناتجة عن زيادة السكر مما يؤدي إلى ظهور الكرش.
وبهذا يمكننا أن نقول أن مقاومة الأنسولين تؤدي إلى تكوين الكرش، كما أن الكرش قد يكون دليلاً على إصابة الشخص بهذه المقاومة نتيجة للترابط الشديد بينهما.
ما العوامل التي تزيد العلاقة بين مقاومة الأنسولين والكرش ؟
يوجد مجموعة من العوامل التي لها دور في زيادة العلاقة بين مقاومة الأنسولين والكرش، وتتمثل هذه العوامل في:
العمر: حيث أن ظهور الكرش في حالة الإصابة بمقاومة الأنسولين يزداد مع تقدم العمر.
الوزن الزائد: في حالة ما إذا كان الشخص يعاني في الأساس من الوزن الزائد
فإن هذا يضاعف ظهور الكرش في حالة الإصابة بمقاومة الأنسولين.
قلة النشاط البدني: فمن الطبيعي أن قلة النشاط البدني تعمل على تكوين الكرش
ولكن في حالة الإصابة بمقاومة الأنسولين وعدم ممارسة الأنشطة البدنية فإن هذا يزيد من تكوين الكرش.
النظام الغذائي: في حالة ما إذا كان النظام الغذائي غني بالكربوهيدرات فالعلاقة بين مقاومة الأنسولين والكرش ستصبح أكثر من السابق.
كيفية التخلص من الكرش الناتج عن مقاومة الأنسولين ؟
بعد أن عرفنا أن مقاومة الأنسولين تؤدي إلى تكوين الكرش، سنقوم بتوضيح ثلاثة طرق علاجية يمكن من خلالها القضاء على الكرش:
علاج مقاومة الأنسولين
لا يؤدي علاج مقاومة الأنسولين إلى التخلص من الدهون الزائدة في الكرش فحسب، بل يقلل من احتمالية الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني والعديد من الأمراض الأخرى مثل تكيس المبايض ، ويفضل أن يكون هذا العلاج بعد استشارة الطبيب المختص حتى يتم إجراء الفحوصات اللازمة التي تحدد الطريقة المناسبة للعلاج.
ممارسة التمارين الرياضية
حيث أن ممارسة التمارين الرياضية يومياً بمعدل 30 دقيقة يزيد من قدرة الجسم على حرق الدهون المتراكمة في الجسم بشكل عام وفي الكرش بشكل خاص، بل تزيد التمارين الرياضية من قوة الجهاز المناعي ليحمي الجسم من الأمراض.
اتباع نظام غذائي محدد
حيث أن اتباع نظام غذائي قليل الكربوهيدرات يجعل هناك توازن بين كمية السكر الموجودة في الجسم وقدرة الأنسولين على حرق هذه الدهون، ولذا يفضل أن يشتمل النظام الغذائي على الخضروات بشكل عام
والورقية منها بشكل خاص.
المصادر