سكر الحمل هو أحد أنواع مرض السكر، والذي يتطور في أثناء الحمل ويختفي بعد الولادة، ومن الممكن أن يسبب مشكلات صحية للأم والجنين على حد سواء وذلك في حال عدم السيطرة عليه .. فما هي اعراض سكر الحمل التي يجب الا تتجاهلها المرأة؟!
سكر الحمل
تصاب بعض النساء بارتفاع نسبة السكر في الدم أثناء الحمل. تسمى هذه الحالة بسكري الحمل (GD). عادةً ما يمكن لنظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية أن يبقيا المرض تحت السيطرة، ولكن في بعض الأحيان يكون هناك حاجة إلى الأنسولين لمساعدتك في إدارة مرض السكري. إذا تركت دون علاج، يمكن أن تسبب مشاكل صحية لك وللجنين.
تُصاب ما لا يقل عن 5 ٪ من النساء الحوامل بداء السُّكَّري خلال فترة الحمل. ويُسمَّى هذا الاضطراب السُّكَّري الحملي gestational diabetes. يكون حدوث السُّكَّري الحملي أكثر شُيُوعًا عند الفئات التالية:
1- النساء البَدينات
2- النساء اللواتي ينطوي تاريخهنَّ العائلي على داء السُّكَّري
أسباب سكر الحمل
سكر الحمل، والمعروف أيضًا باسم مرض السكري الحملي أو السكري الحملي المؤقت، هو حالة تحدث عندما يصبح مستوى السكر في الدم مرتفعًا لدى النساء الحوامل. يحدث ذلك عندما لا تنتج البنكرياس كمية كافية من هرمون الأنسولين، أو عندما لا يستجيب الجسم بشكل صحيح للأنسولين المنتج.
تعتبر الأسباب الدقيقة لحدوث سكر الحمل غير معروفة بالضبط، ولكن هناك عوامل تزيد من احتمالية حدوثه، وتشمل:
العوامل الهرمونية:
خلال فترة الحمل، ينتج الجسم مجموعة من الهرمونات التي تعمل على تعديل مستوى السكر في الدم. ومع ذلك، فإن بعض هذه الهرمونات يمكن أن تعيق عمل الأنسولين أو تقلل من كمية الأنسولين المنتجة، مما يؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم.
التغيرات في الوزن:
قد يزيد الوزن الزائد لدى النساء الحوامل من احتمالية حدوث سكر الحمل. قد يؤدي زيادة الوزن إلى زيادة مقاومة الجسم للأنسولين.
التاريخ العائلي:
إذا كانت لدى النساء أفراد في العائلة يعانون من مرض السكري، فقد تكون لديهن ميول أكبر لتطوير سكر الحمل.
العمر:
قد يزيد تقدم العمر لدى الحوامل من احتمالية حدوث سكر الحمل. قد يكون للنساء الأكبر سنًا خلايا بنكرياس أقل قدرة على إنتاج الأنسولين.
تهدف فحوصات سكر الحمل التي تُجرى خلال فترة الحمل إلى اكتشاف حالات سكر الحمل والتدخل المبكر للسيطرة على مستوى السكر في الدم. إذا تم تشخيص سكر الحمل، فمن المهم اتباع خطة غذائية صحية وممارسة النشاط البدني وفي بعض الحالات يمكن أن يلزم استخدام الأنسولين أو الأدوية الأخرى للسيطرة على مستوى السكر في الدم. يُنصح بمتابعة الحمل بشكل منتظم مع فريق الرعاية الصحية للتأكد من سلامة الأم والجنين.
اعراض سكر الحمل
في الغالب لا يرافق سكر الحمل أي علامات أو أعراض، لذلك يُعد الفحص الدوري لمستوى السكر في الدم أمرًا في غاية الأهمية للسيدة الحامل، لكن وبشكل عام قد تظهر لدى بعض النساء أعراض إذا كانت مستويات السكر في الدم مرتفعة للغاية (ارتفاع السكر في الدم)، مثل:
1- زيادة العطش
2- الحاجة إلى التبول أكثر من المعتاد
3- جفاف الفم
4- التعب
5- عدم وضوح البصر
6- الحكة التناسلية أو مرض القلاع
ونحن إذ ننوه في هذا السياق إلى أن بعض هذه الأعراض شائعة أثناء الحمل وليست بالضرورة علامة على الإصابة بسكري الحمل. لذا تحدثي إلى الطبيب إذا كنت قلقة بشأن أي أعراض تعاني منها.
متى يبدأ سكر الحمل بالظهور
عادًة ما يتم تشخيص سكري الحمل في الفترة بين الأسبوع 24 والأسبوع 28، لكنه تجدر الإشارة إلى أنه قد يتطور في في وقت مبكر من الحمل
كيف اكتشف سكر الحمل
في الأسبوع 8 إلى 12 من الحمل سوف يطرح عليك الطبيب المختص بعض الأسئلة، وذلك لتحديد ما إذا كنت في خطر متزايد للإصابة بسكري الحمل من عدمه
في حال ما كان لديك عامل خطر واحد أو أكثر للإصابة بسكري الحمل، يُنصح أن يُعرض عليك اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم (OGTT)، والذي يستغرق حوالي ساعتين.
حيث أن هذا الإجراء يتضمن يتضمن فحص دم في الصباح، عندما لا تتناول أي طعام أو شراب لمدة 8 إلى 10 ساعات (على الرغم من أنه يمكنك عادة شرب الماء، ولكن تحقق مع المستشفى إذا لم تكن متأكدًا). يتم إعطاؤك بعد ذلك مشروب الجلوكوز.
بعد الراحة لمدة ساعتين، يتم أخذ عينة دم أخرى لمعرفة كيفية تعامل جسمك مع الجلوكوز.
يتم إجراء اختبار OGTT عندما تكون بين 24 و28 أسبوعًا من الحمل. إذا كنتِ مصابة بسكري الحمل من قبل، فسوف يُعرض عليك اختبار OGTT في وقت مبكر من الحمل، بعد وقت قصير من موعد الحجز، ثم OGTT آخر في الأسبوع 24 إلى 28 إذا كان الاختبار الأول طبيعيًا.
ما هي اعراض سكر الحمل في الشهور الأولى
عادة ما يحدث سكري الحمل في وقت متأخر جدًا بحيث لا يسبب تشوهات خلقية. تنشأ العيوب الخلقية عادة في وقت ما خلال الأشهر الثلاثة الأولى (قبل الأسبوع الثالث عشر) من الحمل. مقاومة الأنسولين الناتجة عن هرمونات الأنسولين المضادة التي تنتجها المشيمة لا تحدث عادةً حتى الأسبوع الرابع والعشرين تقريبًا. تتمتع النساء المصابات بداء السكري الحملي عمومًا بمستويات سكر دم طبيعية خلال الأشهر الثلاثة الأولى الحرجة.
اعراض سكر الحمل في الشهر السادس
في الشهر السادس من الحمل، قد تظهر بعض الأعراض التي قد تشير إلى وجود سكر الحمل. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن العديد من النساء الحوامل لا يعانين من أي أعراض ويتم اكتشاف سكر الحمل خلال الفحوصات الروتينية لمستوى السكر في الدم. من بين الأعراض التي يمكن أن تظهر في الشهر السادس من الحمل:
العطش المفرط:
قد تشعر بالعطش المفرط وتحتاج إلى شرب كميات كبيرة من الماء.
التبول المتكرر:
قد تلاحظ زيادة في عدد مرات التبول بشكل غير عادي.
الجوع المفرط:
قد تشعر بالجوع المفرط رغم تناول الكميات العادية من الطعام.
الإرهاق والتعب:
قد تشعر بالإرهاق والتعب بشكل غير عادي.
ضعف الرؤية:
قد تلاحظ تغيرات في رؤيتك، مثل الضبابية أو العدسات العائمة.
إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، فمن المهم التحدث إلى فريق الرعاية الصحية الخاص بك. يمكنهم إجراء الاختبارات اللازمة لقياس مستوى السكر في الدم وتشخيص سكر الحمل. يجب مراعاة أن هذه الأعراض قد تكون مشتركة مع أعراض أخرى طبيعية للحمل، لذا يفضل إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من التشخيص الصحيح.
اعراض سكر الحمل بعد الولادة
تتم مراقبة الطفل خلال أول 24 إلى 48 ساعة بعد الولادة مراقبًة خاصة، كما سوف يتم فحص نسبة الجلوكوز في دم طفلك من خلال اختبار الدم بوخز الكعب، وهو اختبار نسبة الجلوكوز في الدم بعد 2 إلى 4 ساعات من الولادة.
وتجدر الإشارة إلى أن إرضاع طفلك في أقرب وقت ممكن بعد الولادة (في غضون 30 دقيقة) وفي كثير من الأحيان (كل 3 ساعات على الأقل) خلال الـ 24 ساعة القادمة يمكن أن يساعد في الحفاظ على مستوى السكر في دم طفلك عند مستوى آمن. حيث يفرز بعض الأشخاص اللبأ colostrum خلال أواخر الحمل، لذلك سيكون اللبأ متاحًا إذا لزم الأمر لعلاج انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم الخفيف إلى المتوسط.
كما أنه وفي حال لم يكن من الممكن الحفاظ على نسبة الجلوكوز في دم طفلك عند مستوى آمن، فقد يحتاج إلى رضعات إضافية باستخدام اللبأ المعصور، أو حليب الثدي المعصور، أو التركيبة، أو الجلوكوز. في بعض الحالات، قد يتم إعطاء طفلك بالتنقيط لزيادة نسبة الجلوكوز في الدم.
بينما في حال ما كنت بحاجة إلى تناول دواء لعلاج سكري الحمل، فسوف يُنصح عادةً بالتوقف عن تناوله مباشرة بعد الولادة. حيث أنه سيُعرض عليك إجراء فحص دم للتحقق من مستويات الجلوكوز في الدم قبل العودة إلى المنزل وأثناء فحص ما بعد الولادة لمدة 6 أسابيع.
ونحن إذ ننصح في هذا السياق إلى أنه يجب عليك إجراء اختبارات منتظمة لمرض السكري من النوع 2 كل عام إذا كنت تخططين لحمل آخر أو إذا كنت لا تشعرين بتحسن. أما إذا كنت لا تخططين لحمل آخر، فيجب عليك إجراء اختبار كل 3 سنوات.
إذا كنتِ مصابة بسكري الحمل، فمن الجيد إرضاع طفلك رضاعة طبيعية. بالإضافة إلى توفير فرصة للترابط بينك وبين طفلك، فهو يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في المستقبل.
متى يكون سكر الحمل مرتفع
مستوى سكر الحمل المرتفع يحدث عندما يكون مستوى السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي خلال فترة الحمل. هناك مجموعة من القيم المرجعية المستخدمة لتشخيص سكر الحمل، وتختلف هذه القيم بين البلدان والمؤسسات الطبية المختلفة.
عادةً ما يتم إجراء اختبار سكر الحمل بين الأسبوع 24 و 28 من الحمل. يتضمن هذا الاختبار شرب محلول محدد يحتوي على كمية معينة من السكر، وبعد ذلك يتم قياس مستوى السكر في الدم بعد فترة زمنية محددة. إذا كانت النتيجة تشير إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، فقد يُشخص سكر الحمل.
تعتبر القيم النموذجية لتشخيص سكر الحمل تختلف بين المؤسسات الطبية، ولكن عادةً ما يُعتبر مستوى السكر في الدم بعد الصيام (الصائم) أعلى من 92 ملغ/ديسيليتر (ملغ/دل) أو مستوى السكر في الدم بعد ساعة واحدة من تناول السكر أعلى من 180 ملغ/دل كمؤشر على سكر الحمل المرتفع.
من المهم أن تعمل مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك لتحديد المستويات الدقيقة لمستوى السكر في الدم التي يعتبرها هم مرتفعة وتتطلب متابعة وعلاج إضافي. يساعد الكشف المبكر والتدخل السريع في سكر الحمل على الحفاظ على صحة الأم والجنين.
هل يختفي سكر الحمل بعد الولادة؟
بعد الولادة، تختفي الإصابة بداء السكّري الحملي عادةً. إلَّا أنَّ الكثير من النساء اللواتي أُصِبنَ بسكري الحمل يُصَبنَ بداء السكّري من النمط الثاني مع تَقدُّمهنَّ في السن.
علاج سكر الحمل
تشمل أهم طرق السيطرة على مستويات السكر في الدم أثناء الحمل وعند الإصابة بسكري الحمل ما يلي
1- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن
ينبغي على المرأة الحامل تناول غذاء صحي ومتوازن غني بالخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة
2- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم
حيث أن ممارسة التمارين الرياضية تُساعد على السيطرة على ارتفاع غلوكوز الدم، وتحفز استخدام الخلايا للغلوكوز كمصدر للطاقة وزيادة حساسيتها لهرمون الأنسولين
3- مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل يومي
حيث يُنصح بقياس مستوى السكر في الدم بالنسبة للمرأة الحامل 4 مرات في اليوم الواحد أو كما يرى الطبيب المختص، وبشكل عام ينبغي أن يكون مستوى السكر في الدم للمرأة الحامل كالتالي
1- معدل السكر في الدم أثناء الصيام 65 – 95 ملغ / ديسيلتر
2- بعد تناول الطعام بساعة ينبغي أن يموت أقل من أو يساوي 140 ملغ / ديسيلتر
3- بعد تناول الطعام بنحو ساعتين ينبغي أن يكون أقل من أو يساوي 120 ملغ / ديسيلتر
وتجدر الإشارة إلى أنه في بعض الحالات يكون اتباع النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية غير كافيين للحفاظ على مستوى السكر في الدم في معدلاته الطبيعية، لذا قد يضيف الطبيب المختص إلى حقن الأنسولين إلى خطة العلاج، عندها ينبغي وضع نظام غذائي يتناسب مع جرعات الانسولين لتفادي هبوط سكر الدم لدى المرأة الحامل
الوقاية من سكر الحمل
هناك مجموعة من النصائح ينبغي على المرأة الحامل اتباعها للوقاية من سكر الحمل، تشمل أهمها ما يلي
1- الحفاظ على وزن صحي وعدم زيادة الوزن
2- الحصول على قسط كافي من النوم
3- تجنب المشروبات السكرية قد الامكان
4- مراقبة مستوى السكر في الدم بشكل منتظم
5- لابد من الكشف عن اعتلال الشبكية الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر
6- تجنب التدخين
7- مراقبة مستوى الدهون في الدم ( الكوليسترول ) بانتظام
