فرط نشاط الغدة الدرقية والصداع.. كثيراً ما يشعر الإنسان بألم في الرأس
وتختلف شدة هذا الألم من شخص لآخر، إلا أن الجميع يسأل عن سبب هذا الألم
وتتعدد طرق العلاج التي تمكننا من التخلص من آلام الرأس، إلا أننا لابد أن نعرف السبب الرئيس وراء هذه الآلام، وغالباً ما يكون الصداع ناتجاً عن الإصابة بمرض معين، ولذا نجد بعض الأشخاص المصابون بالغدة الدرقية يعانون من الصداع، ويتوقعون أن فرط نشاط الغدة الدرقية والصداع بينهما علاقة قوية، فهل الأمر كذلك؟
في الحقيقة لا يوجد دراسات أثبتت وجود علاقة مباشرة بين فرط نشاط الغدة الدرقية والصداع، إلا أن أحد أشهر أسباب وأشكال الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية (مرض جريفز) غالباً ما يسبب الصداع المتكرر، إلا أنه إلى الآن لم يثبت أن سبب الصداع لدى الأشخاص المصابون بفرط نشاط الغدة الدرقية هو زيادة إنتاج الهرمونات، ولكن هل من أعراض الغدة الدرقية الصداع؟
هل من أعراض الغدة الدرقية الصداع؟
نعم، إن من أعراض الغدة الدرقية الصداع، إلا أنه ليس شائعاً بين أعراض نشاط الغدة الدرقية
بل هناك مجموعة من الأعراض الأكثر شيوعاً من الصداع، والتي لها دور كبير في تشخيص الحالة المرضية
وتعتبر هذه الأعراض علامات تحذيرية تستوجب الخضوع للفحوصات اللازمة من أجل التعرف على سبب هذه الأعراض
وتتمثل في:
- فقدان الوزن المصاحب لزيادة الشهية.
- عدم انتظام نبضات القلب.
- سرعة التهيج والعصبية.
- رعشة خفيفة في اليدين والأصابع.
- اضطرابات الدورة الشهرية لدى النساء.
- عدم القدرة على تحمل الحرارة.
- التعرق بشكل كثير.
- التعب في حالة ممارسة الأنشطة.
- تضخم الغدة.
- حدوث اضطرابات في النوم.
كل هذه أعراض تدل على الإصابة بنشاط الغدة الدرقية، ومن الملاحظ أن من أعراض الغدة الدرقية الصداع، إلا أنه أقل أعراض الغدة انتشاراً، ولذا قلنا أنه لا توجد دراسات ربطت فرط نشاط الغدة الدرقية بالصداع بشكل مباشر
إلا أن الصداع مرتبط بداء جريفز أحد أهم أشكال الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية.
هل يسبب الصداع الإصابة بالغدة الدرقية؟
نعم، حيث كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع سواء كان نصفي أو موسمي هم أكثرة عرضة للإصابة بالغدة الدرقية، وهذا يعني أن الصداع قد يكون سبباً لإصابة الشخص بأمراض الغدة الدرقية، حيث أثبتت هذه الدراسة أن هؤلاء الذين يعانون بالفعل من الصداع والتوتر يرتفع لديهم خطر الإصابة بالغدة الدرقية بنسبة كبيرة تصل إلى 21%، وذلك إذا كان الصداعي موسمي.
أما في حالة ما إذا كان الصداع نصفي فإن هذه النسبة ترتفع لتصل إلى 41%، ويوجد العديد من الأنواع للصداع التي من الممكن أن تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالغدة الدرقية، وتتمثل هذه الأنواع في؛ الصداع النصفي، الصداع الموسمي، والصداع التوتري.
علاج فرط نشاط الغدة الدرقية والصداع
بعد أن قمنا بتوضيح العلاقة بين فرط نشاط الغدة الدرقية والصداع، لا بد أن نوضح علاج هذه المشكلة، وحتى نتخلص من العلاج الناتج عن الغدة الدرقية يجب التخلص من المشكلة الأساسية وهي فر ط نشاط الغدة الدرقية، وهذا سيؤدي إلى السيطرة على الأعراض المصاحبة لهذه الحالة التي يعتبر الصداع واحد منها.
ويوجد العديد من الخيارات العلاجية التي يمكن من خلالها معالجة فرط نشاط الغدة الدرقية، ويتم اختيار العلاج المناسب حسب حالة المريض وشدة الأعراض، وتشمل الطرق العلاجية ما يلي:
- أدوية مضادة لفرط نشاط الغدة الدرقية والتي تعمل على التقليل من إنتاج هرمون الغدة، ويحتوي هذا العلاج على التركيبة الدوائية بروميل ثيوراسيل وميثيمازول.
- العلاج من خلال اليود المشع.
- الجراحة واستئصال الغدة أو جزء منها في حالة فشل الطرق العلاجية الأخرى.
وعلى الرغم من أن الطرق العلاجية سابقة الذكر تعالج نشاط الغدة الدرقية
إلا أنها تعالج الصداع بطريقة غير مباشرة، حيث يتم التخلص من سبب الصداع نفسه
ولذا قلنا أنه قبل علاج الصداع لا بد من معرفة السبب وراءه من أجل التخلص من هذا السبب.
هل خمول الغدة الدرقية يسبب الصداع؟
نعم، حيث أن المصابين بخمول الغدة الدررقية عادة ما يصاحبهم الشعور بالصداع
وهو ما أشارت إليه بعض الأبحاث التي أجريت في هذا الصدد
وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لا يمكن الجزم أن قصور الغدة الدرقية يؤدي إلى الصداع.
وكما هو الحال في فرط نشاط الغدة الدرقية والصداع، فإن الصداع النصفي يعد أكثر أشكال الصداع ارتباطاً بقصور الغدة الدرقية، فالدراسات أثبتت أن الأشخاص الذين يعانوا من الصداع النصفي لديهم فرصة أعلى للإصابة بمرض قصور الغدة، وتساهم أدوية قصور الغدة في تقليل الآلام الناتجة عن الصداع وبشكل خاص الصداع النصفي.
ولذا يجب عليك عزيزي القارئ الإلتزام بأدوية الغدة الدرقية، سواء الأدوية الخاصة بالنشاط أو قصور هذه الغدة، لأن بمجرد علاج الغدة سينتهي الصداع، كما ستزول جميع الأعراض الأخرى المصاحبة للغدة الدرقية.
المصادر:
